الموضوع: الوطن الغالى
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 09:07 PM   رقم المشاركة : [4]
الزهراء
Senior Member
 
افتراضي

حتى اصبح الاحتفال بعيد السد تقليدا ثقيلا على انفسهم و تفككت المدينة فلا غضاضة لو اكل اسودها غزلانها .. كم اغمضت الاعين عن القوارض و الغربان التى دخلت المدينة
وكان لكل فرد فى المدينة مكانا فى السد عليه حراسته ولكن لماذا يحرصوه وهم فى غيبتهم هذه ... و بالرغم من هذا الليل القاتم قد كان هناك حيوانات حافظة للعهد و مؤمنة به لمع حجر الشمس فى عيون الحيوانات و بدلا من حراسته اخذوا يخرقونه ليصلوا الى جدرانه الداخلية ليأخذوا ما به من لبنات ليبنوا بها بيوتهم مدعين ان اجدادهم اتوا به من جبل الشمس والكل يعلم كذب الادعاء لان لبنات السد كانت معدودة و مرقمة ولم يأتى الاباء بالمزيد فمشقة السفر ماكانت لتحتمل .. قلة قليلة من الحيوانات احتفظت بالبيوت الخشبية فإنها اكثر صحة و ارفع من هدم السد
نزعت المصائد الذهبية فتعفن السمك فظهرت طائفة تهوى الرائحة النتنة و اكل السمك النتن .. ياللعجب اصبح الطعام الخبيث اشهى من الطيب
فى صباح يوم انطلق الجمل الى السد ليأخذ دوره فى الحراسة و لكن لان الفوضى عمت المكان فتعثرت قدمه فى الطريق ووقع فى حفرة فإنكسرت رجله ولكن لا بأس فقد تحامل الجمل ليؤدى واجبه وهو مؤمن به فإنطلقت القردة الى الثور المغرور وقالوا "هذا الجمل اللعين انكسرت قدمه .. انه غير طموح و متخلف و يعيق حركتنا ولا يريد اخذ ولو لبن واحدة من السد ولو اطلع الى الجدران الداخلية لفضح امرنا وها هو قد كسرت رجله فهى فرصتنا لنهجم عليه وهو فى الامه
الثور:"وهو كذلك"
فإنطلقت القردة تقذف الجمل بالحجارة و التراب و الطين و بكل ما بأيديهم حتى احتاروا فى امره
سأل الجمل الثور: ماذا تريد
الثور: اسأل القردة ... قالت القردة هو يعشق اكل السمك النتن و شمه وهذا فقط المطلوب منك
الجمل هو يعشق ما ازدرى فلا شئ له عندى
القردة :"انه الثور ... كالصخر... سترتطم به
الجمل :"هو صخر حقا ولكن انا معى خالق الصخر... افعلوا ما تريدون فأنا الجمل لن اصبح قردا
هاج هياج الثور فأخذ يقذفه بكل شئ
الجمل" انا الجمل و انتم القرود..شعر الثور بوضاعته امام الجمل فأمر القرود فحفروا حفرة وتكاتلوا على الجمل ودفنوه لكن الجمل لم يموت لان مع العسر يسر .. وظن الثور و القرود انهم تخلصوا من الجمل نهائيا
رأى الفرس المكبل ما حدث للجمل لقد كان قيد الفرس باطلا فهو يأبى هدم السد ويحارب كل من يقترب منه ... اخذ الصدأ يوما بعد يوم يأكل القيد الى ان فوجئ الجميع بالفرس يقف على رؤسهم ليوقف شيئا من سلب السد وسمع صوت الجمل مازال حيا فى قبره فاخرجه و اعطاه درعا ليقيه عبث الغافلين
لكن السد كبير و صوت امثال الفرس ضاع وسط الحيوانات .. الكل يتسابق فى الهدم حتى انهم اصبحوا يعلنوها و يتباهون بها
وعلى الجانب الاخر ذهبت غمة اكلة الرمم لقد اقترب اليوم السعيد فأخذوا يشيدون بهادمى السد و يكللونهم بالورود


الفيضان العارم


ذات يوم بينما الشمس تغرب هطلت الامطار و السيول بقسوة و عبرت المياه من خلال السد و من فوقه وخرجت من تحت الارض صرخت النعامة .. وا اولادى .. وا ثرى امى و ابى .. وا محياى و مماتى .. وا وطنى الغالى


دخل الليل حالكا .. غطت المياه المكان بالكامل وجلس الاسد الشاب داخل بيته الخشبى يقول باكيا : "لقد جاء اليوم ... غدا تأكل الضباع اهلى و عشيرتى .. رحمتك يا ارحم الراحمين يارب العالمين "
مر الليل وكأنه الدهر ... بزغ اول نور للفجر .. وقف الاسد على باب بيته فإذا بالبيوت الخشبية متجمعة حول بيته وقد منعت الاشجار العالية زحفها الى البحر ووجد اكلة الجيف فإذا بالحسرة ملأت عيونهم فقد ساق الفيضان الموتى الى البحر ومشت من المكان بخطاً هزيلة
صاح الاسد "يا معشر الحيوانات .. هلموا .. فوجئت الحيوانات بما حدث فانطلقوا فرحين حول الاسد قائلين الحمد لله رب العالمين
الاسد : هلموا اعيدوا بناء السد فبنائه الان ايسر كثيرا من المرة السابقة وانسخوا كل القصص المكتوبة على لبناته
سارعت كل الحيوانات و اعادت الصرح العظيم
وفى احتفال كبير خطب فيهم الاسد يا اهل وطنى الغالى .. هذا سدكم و مانعكم .. هذا السد حافظا لكم لو حفظتموه و خاذلكم لو خذلتموه .. فإن شئتم حافظتم على انفسكم و ان شئتم ذهبتم الى البحر............. وعادت المدينة ابهى مما كانت عليه


 
تمت بحمد الله


الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس