سَاءَلْتُ نَفْسِي: هَل عَرَفْتِ حَبِيبَتِي؟
فإذَا بِدَمْعِ العَيْنِ مِنْهَا يَنْهَمِرْ
فَأعَدْتُ مَسْألَتِي بِشَوْقٍ بَالِغٍ
حَتَّى أجَابَتْنِي: وَهَلْ يَخْفَى القَمَرْ!!
هِيَ بَلْدَةٌ فِي الشَّرْقِ نُورٌ سَاطِعٌ
شَهِدَتْ مَعَ الإسْلامِ عَصْرًا مُزْدَهِرْ
مَسْرَى الرَّسُولِ وَقِبْلَةٌ أولَى لَنَا
لِفِرَاقِهَا مَا عُدْتُ يَوْمًا أصْطَبِرْ
في لَيْلَةٍ صَلَّى بِهَا خَلْفَ النَّبِيْ
يِ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لِسَادَاتِ البَشَرْ
لانَتْ لِجَيْشِ المُسْلِمِينَ بِسَاعَةٍ
وَكَأنَّهَا قَدْ أنْشَدَتْ: أهْلا عُمَرْ
ثُمَّ افْتَقَدْنَاهَا لِقَرْنٍ كَامِلٍ
حَتَّى أتَاهَا النَّصْرُ في أبْهَى الصُّوَرْ
جَاءَ الصَّلاحُ الْحُرُّ يَفتَحُ حِصْنَهَا
إنْ كُنْتَ تَجْهَلُهُ فَفَتِّشْ في السِّيَرْ
لَكِنَّهَا ضَاعَتْ لِجُورِ إمَامِنَا
وَاحْتَلَّهَا نَسْلُ الخَنَازِيرِ القَذِرْ
****************