عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-06-2011, 02:56 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي بقلم عمرو الليثي:الرئيس والمشير (٢-٣) مبارك وطنطاوى

الرئيس والمشير (٢-٣) مبارك وطنطاوى
بقلم عمرو الليثى
٢٩/ ٧/ ٢٠١١
دائماً المشير فى مصر هو رجل الرئيس الأول.. الأمين عليه وعينه فى داخل القوات المسلحة.. وطالما لم يكن المشير طموحاً أو له شعبية كبيرة فى داخل القوات المسلحة يكون محل إعجاب الرئيس وثقته، أما إذا زادت شعبيته أو تجاوز حدوده أو اعترض على قرارات الرئيس هنا ينتهى شهر العسل بين الرئيس والمشير، ويبدأ الرئيس يفكر فى كيفية التخلص من المشير، وعلى مدار التاريخ، وكما ذكرت فى المقالتين السابقتين، كانت النهاية بين الرئيس والمشير درامية.. وكانت الكفة دائماً تكون فى صالح الرئيس، وهذا ما حدث ما بين ناصر وعامر.. والسادات وأحمد بدوى.. ومبارك وأبوغزالة. ويأتى السؤال الأكثر إلحاحاً: لماذا انقلب المشير حسين طنطاوى على الرئيس مبارك؟
كان المعروف للقاصى والدانى حجم العلاقة القوية والمتينة بين مبارك وطنطاوى.. وكان استمرار المشير طنطاوى فى السلطة لفترة طويلة مبعث شائعات كثيرة ترددت فى الشارع المصرى.. وأن مبارك يستبقى المشير طنطاوى لمساعدته فى تنفيذ سيناريو التوريث ونقل السلطة لنجله جمال.. كان هذا هو السائد بين الناس وليس كل ما يقال حقيقة.. العبرة بخواتيم الأعمال.. وفى الوقت نفسه كانت هناك شائعات كثيرة تتردد أن العلاقة بين المشير طنطاوى وجمال مبارك ليست على مايرام بسبب ما يقوم به جمال وأصدقاؤه من جرائم فساد، وكان يتسرب بين الحين والآخر من داخل أروقة مجلس الوزراء اعتراض المشير على عمليات البيع التى كانت تتم تحت مسمى الخصخصة.. بل الأكثر من ذلك أن العلاقة لم تكن على مايرام بين المشير ونظيف للأسباب نفسها.. وكانت التسريبات التى تأتى بين كل حين وآخر تقول إن الجيش غير راض عن الفساد فى مصر، والمعلومات تؤكد أن العلاقة بين المشير طنطاوى وحرم الرئيس السابق لم تكن على مايرام، وكان المشير يفصح عن ذلك ويعبر عن رأيه بوضوح فى التجاوزات التى كانت تقوم بها حرم الرئيس السابق ونجله جمال..
كان معروفاً أن الصوت المعارض الوحيد الذى كان يعلو داخل قاعات اجتماعات مجلس الوزراء هو صوت المشير طنطاوى.. وفى الآونة الأخيرة كانت مواقف المشير واضحة بالرفض فى الكثير من القرارات السياسية والاقتصادية التى اتخذتها الحكومة، وعندما ذهب أحد الوزراء ليطلب من مبارك توصية للمشير.. يقال إن مبارك رد عليه قائلاً: «مالكش دعوة بالجيش».. يبدو أن مبارك نفسه كان يعرف أن المؤسسة الوحيدة التى يجب أن يتعامل معها بحساسية هى المؤسسة العسكرية.. وخلال الفترات الماضية الطويلة استطاع المشير طنطاوى أن يختار قادته العسكريين بعيداً عن يد مبارك، وكان مبارك حريصاً فقط على اختيار قائد الحرس الجمهورى مقتدياً بسلفه الرئيس الراحل أنور السادات.. ونأتى إلى بداية النهاية فى علاقة الرئيس مبارك بالمشير طنطاوى..
فبعد ظهور فكرة التوريث بشكل واضح داخل مؤسسة الرئاسة.. اجتاحت القوات المسلحة موجة عارمة من رفض الفكرة، وأتصور أن الرفض كان على شخص جمال مبارك وأن القادم هو نجل الرئيس.. وحسب ما حصلت عليه من معلومات، وأكده أحد أعضاء المجلس العسكرى فى تصريحات صحفية، أن الجيش كان سيقوم بانقلاب على مبارك فى سبتمبر المق إذا فكر فى ترشيح نجله للرئاسة، وهذا يؤكد السبب الحقيقى الذى جعل الجيش والمشير يدعمان ثورة الشباب.. وهو أن الجيش وجد فرصة متاحة لإنهاء مشروع التوريث..
لقد ظهر بوضوح أن المشير طنطاوى كان خارج إطار الصورة فى بداية الثورة وأن مبارك كان يعتمد على حبيب العادلى وأنس الفقى فى التعامل مع التظاهرات.. ويقال إن مبارك عندما اضطر لإقالة حكومة نظيف عرض على المشير طنطاوى منصبين وهما إما نائب رئيس الجمهورية وإما رئيس الوزراء، وقيل أيضاً إن المشير طنطاوى رفض تماماً العرضين.. وكان الرد الواضح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم ٢ فبراير، وهو اليوم التالى لتعمد مبارك تصويره مع قادة الجيش، ليعطى انطباعاً للشعب بأن الجيش معه.. كان رد فعل الجيش فى اليوم التالى هو البيان الذى صدر عن المجلس العسكرى الذى أكد فيه دعمه للحقوق المشروعة للشعب فى مطالبه، وبالطبع كان على رأس هذه المطالب رحيل مبارك.
وللحديث بقية عن علاقة الرئيس بالمشير.
التوقيع:


رد مع اقتباس