عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-16-2018, 05:07 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حكايات من زمن الفن الجميل (11).. فؤاد المهندس وشويكار

عرفت السينما فى تاريخها الطويل الثنائيات الناجحة التى قدمت أفلاماً أكثر من ناجحة، بدءاً بمارى كوينى وأحمد جلال وليلى مراد وأنور وجدى، ثم فاتن حمامة وعماد حمدى وشادية وكمال الشناوى وفريد الأطرش وسامية جمال، وبالطبع فؤاد المهندس وشويكار. وكما حكى لى عمى الأستاذ جمال الليثى أن الفنانة شويكار عملت فى أول ظهور لها فى فيلم من إنتاجه هو «حبى الوحيد» أمام نادية لطفى وعمر الشريف، وكان أول ما أخرج المخرج الكبير كمال الشيخ لشركته، بينما كان الفنان فؤاد المهندس نجماً من نجوم «ساعة لقلبك» أنجح البرامج الإذاعية الضاحكة الذى قدم رموز الضحك إلى الأوساط الفنية على مدى حقبات متتابعة، مثل الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى وأمين الهنيدى ومحمد عوض ومحمد يوسف «المعلم شكل»، وكان لفؤاد المهندس عشاق يتكاثرون يوماً بعد يوم ولم تلتفت إليه السينما إلا فى مرحلة متقدمة، وكان المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار مؤمناً بموهبته فأسند له دورا مؤثرا وبارزا فى فيلم «الشموع السوداء»، ثم قدمه مرة أخرى فى دور مؤثر وبارز فى فيلم «بين الأطلال»، وكان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يتصل بالأستاذ جمال الليثى ليطلب عملاً من أعمال فؤاد المهندس مسرحية أو فيلماً ويقول له «أنا لا أستطيع أن أنام إلا بعد أن أشاهد عملا لفؤاد المهندس»، وعادة ما كان يجرى بينهما الحوار التالى كما حكى لى جمال الليثى: «أبعت لك كام ثمن شريط الفيديو؟، ولا حاجة يا أستاذ عبدالوهاب.. لا كام لازم تحدد كام؟.. عشرين جنيه بس واعتبر الشريط هدية».. عندما بدأ التليفزيون المصرى إرساله فى بداية الستينيات طلب د.عبدالقادر حاتم من غرفة صناعة السينما أن تزوده بأفلام يعرضها التليفزيون فى سهراته، وأصدرت الغرفة قراراً بعدم السماح للتليفزيون بعرض الأفلام السينمائية، ولما عرف جمال الليثى بالقرار كان لديه للتوزيع عشرة أفلام يملكها استوديو مصر فأرسلها للدكتور عبدالقادر حاتم وعرضها التليفزيون بالفعل، وقد اقتنع د.عبد القادر حاتم بمشروع تكوين فرق مسرحية تعمل على مسرح خاص سمى «مسرح التليفزيون» تعرض مسرحياتها للجماهير وتسجل كسهرات تذاع فى التليفزيون وتغطى عددا من ساعات الإرسال، وكان يدير مسرح التليفزيون الفنان الشامل الكاتب المبدع والممثل البارع والمخرج الكبير السيد بدير، وتعددت الفرق وتنوعت المسرحيات التى تقدمها من عالمية مقتبسة ومحلية اجتماعية وفكاهية ضاحكة التى صال وجال فيها كثير من نجوم «ساعة لقلبك»، وعلى رأسهم بالطبع فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى الذى أخرج «المفتش العام»، من تأليف د.رشاد رشدى، وطعمها بنجوم جدد مثل أبوبكر عزت، بجانب محمد رضا ونعيمة وصفى، ثم كانت مسرحية «السكرتير الفنى» الذى رشح لها عبدالمنعم مدبولى، فؤاد المهندس فى دور البطولة، وكانت مسرحية مأخوذة عن مسرحية فرنسية عنوانها «توباز» وسبق أن اقتبسها نجيب الريحانى، كانت المسرحية من إعداد المؤلف الكبير سمير خفاجة، وعند البحث عن نجمة تمثل دور البطولة أمام فؤاد المهندس رشح جمال الليثى شويكار، وكانت تلك هى بداية الثنائى المسرحى المتألق فؤاد المهندس وشويكار.. كانت «السكرتير الفنى» عودة للمسرح الكوميدى الناجح فى إضحاك الناس، وكان الإقبال الكبير عليها سببا فى أن يستمر عرضها لشهور بعد أن كان مسرح التليفزيون يكتفى بعرض مسرحياته لعشرة أيام فقط قبل أن ينقلها و«أنا وهو وهى» وهى المسرحية التى سجلت أول ظهور للنجم الكبير عادل إمام فى دور كاتب المحامى دسوقى وعبارته الشهيرة «بلد شهادات»، وكانت هى الأخرى من أنجح المسرحيات الضاحكة التى قدمها مسرح التليفزيون.. واستمر نجاح الثنائى المسرحى فؤاد المهندس وشويكار حتى عندما تخلى التليفزيون عن فكرة الفرق المسرحية وقام بتصفية هذه الفرق، اجتمع فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وسمير خفاجى وكونوا فرقة الفنانين المتحدين لكى تستغل هذا النجاح إلى أقصى حد بمسرحيات مثل «سيدتى الجميلة» المأخوذة عن مسرحية جورج برنارد شو «بيجامليون» التى سبق أن قدمتها الممثلة العظيمة أودرى هيبورن أمام ركس هاريسون، وعندما انفصل فؤاد المهندس وشويكار عن الفنانين المتحدين لبعض الخلافات الإدارية والمالية أعاد فؤاد المهندس تكوين فرقته المسرحية لكى يقدم مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة» و«سك على بناتك».
التوقيع:


رد مع اقتباس