عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-02-2010, 07:12 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د. سامي عبد العزيز يكتب (أنا)

كتب د. سامي عبد العزيز
العدد 1579 - الاثنين - 30 أغسطس 2010


بعد مشاهدتي لعينة من البرامج والمسلسلات التي تم عرضها في رمضان قد توقفت عن الانتظام اللهم اذا وجدت نفسي مضطراً للمشاهدة، ولست بنادم علي ذلك علي أية حال.. فالسلبيات التي تزخر بها الكثير من هذه البرامج يجعل من البعد عنها مغنماً، ويصبح فقدانك مشاهدة برنامج معين مكسباً لك.. فالسطحية هي سمة عامة لمعظم البرامج ، ورغم أنها برامج سنوية، أي يفترض أنه تم التجهيز لها لعام كامل، فإنها جاءت كما لو كانت بلا إعداد حقيقي، وبلا تجهيز مهني يمكن الإشارة إليه..

كذلك، فإن السمة العامة المتكررة كل عام، والتي أصبحت مملة، هي أن معظم البرامج تعتمد علي نجوم الفن وكرة القدم.. وكأنه لا يوجد نجوم في مصر إلا هؤلاء النجوم، وكأن العقلية المصرية قد تم اختزالها في أصحاب الأقدام الذهبية والأوساط اللولبية.. أي أنه تم اختزال العقلية المصرية في رمضان في الجزء الأسفل من الجسم (القدم والوسط)، وتم تجاهل الجزء العلوي بملحقاته (القلب والعقل).. والمضحك، أنك تجد الضيوف يتم تبادلهم بين البرامج، بحيث يخرج الضيف من أحد البرامج ليتتم استضافته في برنامج آخر.. ولو أتيحت لك الفرصة لأن تري قائمة بأسماء الضيوف في كل البرامج لوجدت أنها متشابهة لدرجة التطابق، ومتكررة لدرجة السذاجة.. إضافة إلي ذلك، فإن معظم هذه البرامج تميل إلي افتعال أزمات وإثارة قضايا لا وجود لها في الواقع، أو الهدف منها تسخين الحوار أكثر منها إمداد المشاهدين بمعلومات حقيقية..

الاستثناء، من وجهة نظري، والذي تلافي معظم سلبيات البرامج الأخري، وتم تقديمه بعقلية احترافية، هو برنامج " أنا" الذي يقدمه عمرو الليثي.. إذ يتميز هذا البرنامج بالهدوء الاحترافي، أي أنه لا يميل إلي وضع الضيوف في خانة اليك، أو اصطيادهم ونصب الأكمنة لهم، كما أنه لا يميل إلي أخذ المانشيتات البراقة، وإنما يهدف إلي استخراج مكنون الشخصيات "المحترمة" التي يستضيفها بهدوء وبدون انفعال..

البرامج السابقة التي تخصص فيها عمرو الليثي، سواء اختراق أو واحد من الناس، أفادته كثيراً في هذا البرنامج.. اللمسات الإنسانية البارزة من ناحية، والطابع التحقيقي الاستقصائي من ناحية أخري.. وقد تم التزاوج بين الناحيتين بشكل سلس وهاديء، وهو ما يستحق عليه التحية..

باختصار، البحث عن برنامج جيد في رمضان أشبه بالمستحيلات الثلاثة الشهيرة، غير أن "أنا" يقربنا منها إلي حد كبير..

منقول من روزل يوسف
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=80109
التوقيع:


رد مع اقتباس