عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-16-2018, 04:55 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب محمد فوزى

فى حوارى مع السيدة الفاضلة المرحومة الفنانة القديرة مديحة يسرى، حكت لى ذكرياتها مع الفنان الكبير محمد فوزى الذى أمتعنا جميعاً بأعماله الفنية من أغنيات وألحان وأفلام. تكلمت عن مدى ذكائه الفنى ومدى حبه وعشقه الكبير لوطنه، فعندما رأى أن الفنانين يذهبون لتسجيل أغانيهم فى لندن واليونان مما يضيع على البلد عملة صعبه كثيرة ولحبه لوطنه وانشغاله بمصلحة هذا الوطن، قرر أن يضع كل ما يملك لإنشاء شركة مصر فون لإنتاج الأسطوانات هادفاً بمشروعه هذا إلى توفير العملة الصعبة للبلد، وإنتاج أسطوانات محلية رخيصة السعر لا يزيد سعرها على خمسة وثلاثين قرشاً وغير قابلة للكسر مما جعلها أفضل وأرخص من الأسطوانات المستوردة القابلة للكسر والتى كانت أغلى فى السعر، وبينما كان الفنان محمد فوزى يشترى من الخارج المعدات والآلات المطلوبة كانت الفنانة القديرة مديحة يسرى تقف بنفسها للإشراف على بناء هذا المصنع وسط العمال.



وذكرت الفنانة مديحة يسرى أن سبب مرض الفنان الكبير محمد فوزى أنه بعد تأميم شركة مصر فون جعلوا محمد فوزى مستشاراً فنياً للمصنع الذى بناه بكل ما يملك، وعندما ذهب فى يوم من الايام وجد ضابطا يجلس على المكتب وقال له «يا أستاذ فوزى إحنا استغنينا عن خدماتك».. ليرد عليه الفنان محمد فوزى «متشكر»، وكانت آخر مرة يذهب فيها إلى مصنعه ليتوجه إلى المنزل ويفاجأ بالالام الرهيبة التى تعتصره وليظل فى مرضه أربع سنوات إلى أن يتوفاه الله.

وكما قالت الفنانة مديحة يسرى إن مدير شركة صوت القاهرة السابق قد وضع يافطة كبيرة على المبنى مكتوب عليها «إن هذا المبنى كان ملك الفنان محمد فوزى لتوفير عملة صعبة لمصر».. وعن علاقته بزملائه قالت إنها كانت علاقة يسودها الحب والاحترام والوفاء فكانوا جميعا يتجمعون بشكل أسبوعى فى أى بيت من بيوتهم ليجلسوا ويتحدثوا عن أعمالهم ومشاريعهم الفنية ويأخذوا آراء بعضهم البعض، وكم كان جميلاً أن ترى محمد فوزى إلى جوار عبدالحليم حافظ وفريد الاطرش وعبدالوهاب ومجموعة كبيرة من النجوم يتناقشون فى أعمالهم. ومن المواقف الطريفة التى روتها السيدة مديحة يسرى لى أنه فى يوم كانت تجلس مع محمد فوزى فى منزل الموسيقار محمد عبدالوهاب، ودخل عبدالحليم حافظ فأقبل عليها ليقبلها ويحتضنها وهو يردد «ماما مديحة»، فأوقفه فوزى، قائلًا «الكلام ده فى الفيلم مش هنا» وكان يقصد فيلم الخطايا.. كانت ألحانه عبقرية مثله فكان صاحب أول أغنية فرانكو أراب وهى أغنية «يا مصطفى.. يا مصطفى» واستطاع أن يغزو العالم من مكانه بها وترجمت الاغنية إلى أكثر من لغة وانطلقت عشرات النسخ لها ومازالت حتى يومنا هذا تحظى بشهرة واسعة.. كان أول من قدم لحناً بدون أن يستعين بالالات الموسيقية وكان الكورال هو اللحن الأساسى لأغنية «كلمنى وطمنى». سيظل محمد فوزى هذا الفنان العبقرى فى وجداننا بأعماله العظيمة.
التوقيع:


رد مع اقتباس