[محمد زنادة]

فيلم "الفرح" يتحقق .. أعراس بلا عرسان .. مصريات يكافحن الفقر باقامة "الافراح"

فرح شعبي في مصر

لجأت أم شيماء التي تقيم مع زوجها وبناتها الصغار الثلاث في غرفة وردهة باحدي القرى المصرية ،الي اقامة عرس او "فرح" لتمويل حلمها بتغيير غرفة نومها المتهالكة وتسديد بعض الدين علي الاسرة.

وعبرت أم شيماء التي يعمل زوجها كعامل نظافة بالعاصمة براتب لا يتجاوز 300 جنيه شهريا (أقل من 50 دولارا) عن سعادتها بما فعلت قائلة "الفرح ساعدني كثيرا وأتمني أن أتمكن من تسديد الدين الذي علي للمدعوات الجدد، ولم يكن امامي وسيلة أخري غيراقامة فرح وهمي.

وقد اعتاد المصريون من أبناء الطبقات الشعبية اهداء العروسين عند الزواج مبلغا من المال علي سبيل المجاملة يسمونه "نقوطا" وهو نوع من المساعدة غير المباشرة يمثل شكلا للتكافل الاجتماعي، لكن الجديد هو اقامة تلك الافراح دوريا دون مناسبة حقيقية لجمع النقوط من قبل قرويات يعتمدن عادة علي عائل الاسرة في توفير المال.

وتؤكد الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان الفقراء يبتكرون وسائلهم الخاصة في محاربة الفقر، وتضيف "هي وسيلة مضمونة للحصول علي المال بشكل كريم لا تحتاج الي ضمانات سوي حسن السمعة لاسيما وأن مثل هذه الفئات لا يمكنها الحصول علي قروض أو مساعدات بنكية تحتاج لضمانات ليست متوافرة لديهم"، فالفرح اصبح وسيلة جديدة وفريدة لتدبير سيولة مالية دون اللجوء للبنوك أو الاقتراض من الاقارب والمعارف وبطريقة سريعة وامنة وكريمة".

وطبقا لتقديرات الامم المتحدة فان معدل الفقر المدقع في مصر يبلغ نحو 20 % لاسيما في المناطق الريفية والنائية، وتهدف مصر الى خفض نسبة من يعيشون بأقل من دولار في اليوم الى 12.1 بالمئة بحلول عام 2015 من 20.2 بالمائة حاليا.