الموضوع: الوطن الغالى
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2011, 03:54 AM   رقم المشاركة : [2]
الزهراء
Senior Member
 
افتراضي

النسر الحكيم: ولا ذلك فأنا حكيم قرأت الكثير استطيع ان افيدكم برائيى و علمى لكن القائد هذا النسر مغوار فهو قائد منذ صغره كان يقودكم فى اللعب و انتم صغار و كثيرا ما تبعتموه فى فى رحلات الصيد و انتم كبار فهو قائد بطبيعته ذكى يحب الجميع و يؤثرهم على نفسه و حنون وهو جسور جبار فما رأيكم .. فقال الجميع حقا و نحن معه
مغوار: بسم الله الرحمن الرحيم توكلت على الله نحن خرجنا فى مهمة استكشافية فعلينا اولا.. زيادة حجم النار المحيطة
ثانيا: تخرج ثلاثة مجموعات من النسور لتكشف المكان
هل سنظل بهذا الوادى طويلا ام هناك طريقا آخر افضل
ثالثا: ان كان بقائنا طويلا فعلينا ان نلقن درسا للثعابين كى يعرفوا قدرهم
فلما تبين لهم انه لابد من المواجهة سرعان ما جدلوا حبال قوية و متينة وخرجت فرقة الى اكبر الثعابين فشاغله احد النسور وهو يضع على وجه غطاء واقى و ظل الثعبان يقذفه بسمه فلما فرغ سم الثعبان هبطت عليه النسور وقيدته فكان كلما اهتز يزيد على رقبته الخناق و جرته الى مغوار و عندئذ واصل النسور طيرانهم وهم يجرون الثعبان وسط باقى الثعابين


 
ارض الوحلة
عبر النسور مساحات شاسعة من الاراضى الموحلة فأشار مغوار بقياس اعماقها ويلى الوحلة مستنقعات و بحيرات مليئة بالتماسيح الضخمة


 
الغابات الكثيفة


بعد ذلك وجد النسور غابات كثيفة و عند آخرها رأوا جبلا جميلا مضيئا كالشمس و كأنه كتلة من النور إنه جبل الشمس فواصل النسور طيرانهم ليعبروا باقى الغابة و بعدها و جدوا تحتهم بحراً للرمال ... قاس النسور عمق بحرالرمال صاح مغوار عند بداية الجبل هذا هو المراد..فقد كان جبلا كبيرا ضخما بنوره يسطع المكان و يسحر العقول.. انه جبل الشمس


رحلة العودة


لم يقلق مغوار فى رحلة العودة الا وادى الثعابين فعند الاقتراب منه ارسل مجموعات من النسور لتستطلع المكان فوجدوا الثعابين و قد توزعت و احتل كل شجرة ثعبان متأهب يختفى تحت الاوراق و راسه عند القمة و كانهم فى انتظار النسور
ارسل مغوار مجموعات اخرى و مع كل مجموعة.. مجموعة من المشاعل القوا بها فى كل اتجاه فى الوادى وظلوا هكذا تعود المجموعة بعد الاخرى لتلقى بالنيران فاشتعل جزء كبير من الغابة وعادت النسور وظل الحريق فى وادى الثعابين اياما و انشغلت الثعابين بما حدث وعندما اخذت النيران فى الهدوء استطلع النسور الموقف فوجدوا الجزء الامامى من الغابة وقد خلا تماما من الثعابين و عندما هم النسور لعبور الجزء الاول من الغابة سألهم مغوار: "امامنا ثلاثة اسابيع طيران فوق المنطقة المليئة بالثعابين فهل توافقوا على مواصلة الطيران هذه الاسابيع الثلاثة"
فقال احدهم : ولما لا نستمر فى اسلوبنا هذا
مغوار: اريد اسلوب آخر
الحكيم: لو طرنا اسبوع فإن هناك مكان آمن ممكن ان نحتمى فيه بسهولة فمن يوافق .. فوافقوا .. و عند الاشجار الآمنة.. نزل النسور ليلتقطوا انفاسهم..
قال احدهم:لماذا هذه المجموعة من الاشجار لا يقترب منها الثعابين
الحكيم :هى كذلك..
مغوار:فلنزرع باقى الطريق من هذه الاشجار الامنة
واصلت النسور رحلتها الى ان وصلت ارض الوطن الغالى بسلامة الله وقد مضى عام كامل على بداية الرحلة


 
الفرقة الأولى
اعدت فرقة قوية من خيرة الاسود والخيول والجمال والفيلة والنسور و وضعت الخطة و فى يوم الرحيل خرج الملك و جميع من فى المدينة لوداعهم و تشجيعهم و تذكيرهم بالآمهم من الفيضان ونطلق وانطلق الركب


الطريق الوعر


وصلت الفرقة الى الطريق الوعر وبدؤا فى ازالة النتوء الحادة من الطريق الى ان وصلوا الى اول صخرة فى الوادى فحاولوا دفعها بكتل الخشب و الرائع انهم كانوا يدفعونها فى توافق منتظم و كأنهم جسد واحد فلم يفلحوا فما كان عليهم الا ان ادخلوا الخشب فى جميع الثقوب المضيئة او النافذة امامهم وغمروا المكان بالماء و فى اليوم التالى تفتت الصخرة مبشرة باول نجاح لهم وظلوا هكذا يعبدوا الطريق ويزيلوا النتوء و الصخور اما بالدفع او الرافعة وكلما سمحت لهم الفرصة كانوا يزرعوا الاشجار على الجانبين ولكن لم يكن الطريق الوعر مسالما لهم فقد بدا امامهم و كانه المستحيل يقاتلهم لمنعهم من اقتحامه يلقى بصخوره الضخمة عليهم فيموت من يموت و يجرح من يجرح و لكن ابدا فالغابة غالية وتستحق


طريق العطش
ومضى عام كامل حتى وصل الركب الى طريق العطش و بينهم و بين بحيرة النسور شهور فكان عليهم البحث عن ماء قبل التوغل فى طريق العطش و لن يخذلهم الله و لكن تعرج المسار تبعا لظهور الماء و لن ينسوا زرع الطريق و ظلوا هكذا حتى وصلوا الى بحيرة النسور فوجدوا المكان اصبح جميلا من يصدق ان هذا هو طريق العطش وها قد اقترب الركب الى وادى الثعابين و قد مات اغلب الفرقة و لكن اولادهم الذين ولدوا بالطريق اصبحوا شبابا و اقوياء و قادرين على على المواصلة بل اكثر حماسا نعم الخلف و السلف و على الجميع الاستعداد لاقتحام وادى الثعابين


 
وادى الثعابين


انطلقت النسور فى الوادى فوجدت الاشجار التى زرعوها وقد اصبحت ضخمة وهبطت على اول شجرة و اخذت تحول من اغصانها ليأخذ كل واحد من الحيوانات غصنا يحميه من الثعابين حقا فقد كان للنسور فضلا كبيرا فى نجاح هذه الفرقة و اهتمت الحيوانات بتعبيد الطريق وانطلقت النسور تزرع الطريق بالشجر الامن و بالرغم من انه وادى الثعابين الا انه كان ايسر طريق يمرون عليه فيه الطعام و الشراب بوفرة ولكن ابدا ليس اجمل من وطنهم ...وصلت الفرقة الى نهاية الوادى وزاد عددهم حتى النسور كانت الناقات تحمل اعشاشهم على ظهورهن واصبح وادى الثعابين طريقا مستقيما معبدا على جانبيه الشجر الامن .. وعلى جانبى هذا الطريق طريقان خاليان من الاشجار زيادة فى الامان من ناحية و لان هذه الاخشاب ستستعمل فيما بعد فى عمل جسر


طريق الوحلة و البحيرات


وفى وادى الثعابين تم تصنيع اجزاء لجسر ضخم و طويل يكفى لعبور الوحلة و المستنقعات و البحيرات وعند بداية الوحلة وقفت الاسود تصطاد التماسيح حتى افزعتهم و اخذت باقى الفرقة فى اكمال الجسر و استكمال التصنيع و ذات صباح طالعتهم فرقة كبيرة وكأن المدينة بأكملها جاءت بعربات كبيرة تجرها الحمير و البغال تحمل معدات .. جميع حيوانات البلد الطيبة جاءت و اخذوا يعملوا بجد و عزيمة فى بناء الجسر وحتى لو نظرت من السماء بدى لك و كأن احدا يمشى بقلما على الخريطة .. وابدع الجميع حتى انهم بنوا فوق الجسر استراحات للمبيت كانت ملحمة جميلة ... النسور تحمل الاخشاب و مايحمله النسر الواحد تحمله مائة عصفورة ولم يحدث ان سخر احد من الاخر الكل مخلص فى عمله فلا غريب ان ينالوا النجاح وتم تشييد اعظم جسر فى تاريخهم حتى وصلوا الى بداية الغابة


فى الغابة


صرح قائد المجموعة ان لهم اسبوعا للراحة بعد عناء السنين الطويلة حتى يلتقطوا انفاسهم وفى راحتهم كان النظام يسودهم فلم يغفل اسد عن دورية حراسته ولم يخرج احد عن المساحة المحددة للراحة واستأنفت المجموعة تعبيد الطريق فى الغابة و تصنيع اجزاء جسر بحر الرمال .. ايضا اعدت اماكن لنحت صخر النور حسب لمقاسات االمطلوبة لكن لا ننسى فى هذه الغابة مات اخر من تبقى من المجموعة الاولى التى خرجت منذ سنوات ماتت و قد اكلها اعياء الطريق و قد روت لاولادها قصة كل نقطة عرق سقطت منهم و كل قطرة دم فاضت بروح صاحبها .. ماتوا وهم راضون وواثقون فى ابنائهم عز على الابناء فراق الاباء فصمموا على نحت قصصهم على احجار النور لتزيدها ضياءاً


الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس