[نادية]

بسم الله الرحمن الرحيم

شمس الحضارة تترنح مابين غروب وشروق



إن شمس الحضارة دائماً ما تأبى أن تشرُق مرة واحدة بجميع أنحاءُ العالم وتظلُ مُترنِحه مابين

غروب وشروق فتارةً تسطَعَ بِجمال شروقها فى أرض المشرق ولَكِنها سُرعان ما تولىِ لنا ظهرها

وتسحَبُ مِنا نورها وتحجبُ عنا دِفئها لتتركنا من جديد سابحين مُتَخبطين فى ظلام الجهل مرة

أُخرى وتطفِق مُهرولة لتبسِط أشعتها وشروقها بالقُطر الغربى فهذه هى الدُنيا والحرية اللتى

نبحثُ عنها جميعاً ولكننى أدركت وتيقَنت من أن التقدُم فى شتَى المجالات مثلهُ كمثل تعاقُب

الليلُ والنهار والشمسُ والقمر لذلك لا الشمس تستطيع أن تُدرِك القمر ولا الليلُ يقتدر

على سبق النهار فحلول الليل بالغرب يعنى نهاراً بالمشرق والعكس يحدث فى العملية التعاقُبية مابين الشمس

والقمر فنحنُ كشرقيين دائماً مانتحدَث عن تقدُمنا اللذى كان وأُختُزِل كالسطور فى أسفار الماضى

والغرب يتحدثُ عن مجد اليوم ولا يعبثُ بأوراق الماضى ليتنصلُ من ماضيه الجاهل الذى كان يفتقر

لأى شكل من أشكال التقدُم والحضارة والأن نرغبُ فى التقدُم ونأمل بأن نمتطى حواجز

التأخر لكى ينحسر جهلُنا وتشرِق شمس حضارتُنا مرة أخرى ولكن هيهاتُ هيهات أن يحدُث

هذا إلا بسقوط الغرب ليعلو الشرق وبسقوط الشرق يحيا الغرب فالعملية تبادلية لا تقبلُ بالندية

ولولاها ماكان قد وُجد صراع الحضارات وصراعُ الفتية والفتيات فالمسألة محسومة ولا ترتضى

لها بالقسمةُ نصيباً فعرشُ التقدُم والحضارة لا يتسعُ إلا لشخصُ واحدُ فقط والفرقة تكمن من

ناحية طول المدة وقصرُها فى حجم القوة اللتى تستطيع من خلالها أن تبسط النفوذ وتطيلُ

مدة الجلوس على العرش لذلِك قد كذِب من قال أنهُ لا توجد فروقات مابين الشرق والغرب

لأن كلاهُما حاملُ معنى التضاد للآخر فإن لم يكُن لتضادُ المعنى معنى ماكان قد وُجد للمعنى

أية معنى وستظَلُ الدُنيا هكذا كوردةُ تتساقطُ أوراقِها مابينَ مشرِق ومغرِب إلى أن تسقُط آخر

ورقةُ حضارية ولا نعلمُ لِمن ستكون وبأى يدٍ ستستقر فيا شمسُ الحضارة ...؟ يامن تشرُقين

بالغرب تارة وببلادى تاره أسألُ ربى بأن يُديرك لنا لتقشعىِ ظلامُ الجهل وتعودى من تانى

المنارة فأنا بغيتُكِ فى نور الإسلام ولم أبغكىِ فى طياتُ الضلال تُقدمىِ لنا الأسف والإعتذار

ولتعلم يامشرقىِ ولتتذكرُ جيداً أن شمسُ الحضارة تشرقُ بِك تاره وتغربُ عنكَ تاره

بقلمى / نادية مجدى
n................m