الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/index.php)
-   مقالات عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   د عمرو الليثي يكتب ابن الفاروق (http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=46374)

على الشامى 03-13-2018 06:05 PM

د عمرو الليثي يكتب ابن الفاروق
 


كان عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضى الله عنهما، من أقرب أبناء سيدنا عمر بن الخطاب إلى قلبه، وكان من أكثر الناس حرصاً على أن يتأسَّى بالرسول، صلى الله عليه وسلم، فى كل كبيرة وصغيرة، وكان سيدنا عبدالله يحب الإنفاق والعطاء لوجه الله، سبحانه وتعالى، حباً شديداً لدرجة لا يمكن تخيلها؛ حتى إنه أعتق أكثر من ألف شخص لوجه الله تعالى لسماعه قول النبى- صلى الله عليه وسلم- كما ورد عن البخارى ومسلم «من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منه عضواً من النار»؛ فكان سيدنا عبدالله بن عمر عندما يشترى عبداً من العبيد يراقب أفعاله فى العبادات والطاعات، وعندما يجده يجتهد فى الصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن يقول له «أنت حر لوجه الله تعالى»؛ لدرجة أن أحد الأشخاص قال له «يا عبدالله، العبيد والأرقاء يخدعونك؛ فقد علموا أنك تعتقهم عندما تراهم يجتهدون فى طاعة الله فيفعلون ذلك لتعتقهم. فقال له عبدالله: من خدعنا بالله انخدعنا له، أى أنه حتى لو خدعنى العبد وأنا أراه يطيع الله، عز وجل، فجزاء له على طاعته لله سبحانه وتعالى سأعتقه لوجه الله..
فأعتق ألف شخص وأنفق فى ذلك الكثير من الأموال لتحريرهم من الرق والعبودية إلى الحرية؛ وذلك لوجه الله تعالى وبفضله.. ومن كثرة إنفاقه وبذله الأموال فى سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى كان الفقراء ينتظرونه عند ذهابه ورجوعه من المسجد فكان إما يعطيهم نقودا أو يأخذهم معه لبيته ليطعمهم بفضل الله، سبحانه وتعالى، وكان ذات يوم قرأ قول المولى عز وجل «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» وكان يحب العنب والسكر حباً شديداً فكان يأخذ معه إناء يضع به العنب ووعاء يضع به السكر ويتصدق بهما وضحك الناس، وقالوا له: هل يتصدق أحد بالعنب والسكر؟ فقال لهم: هذا قول المولى عز وجل «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»، وأنا أتصدق مما أحبه حتى أنال البر.. فما أجمل فهم الآيات القرآنية والعمل بها وتطبيقها فى حياتنا اليومية! ولنا أسوة حسنة فى نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، رضى الله عنهم.


الساعة الآن 05:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت