الشعب ضائع بين جاهل و خائن
 

للاسف ... كلنا لم نتخلى عن اهداف الثورة فقط ... بل تخلينا ايضا ... عن شباب الثورة المثقف الواعي الصادق و في خطوة تنم عن جهلنا .. و عن اندساس مجموعات مخربة .. تم اخراج هذا الشباب الصادق من الميدان و فتحنا الباب ليتسلل شباب قليل الثقافة ليحتل المكان .. شباب لا يعرف عن الثورة شئ سوى سب النظام القديم بطريقة بذيئة .. شباب ليس عنده طموح و لا هدف و لا فكر محدد للارتقاء ببلده .. شباب لا يؤمن بالنقاش الهادئ البناء و احترام الراي الآخر .. ففتحنا الباب للفتنة الطائفية العمياء التي خرجت من مجموعات جهلة غريبة عن الشباب الرائع الذي قدم لنا الثورة و عاش معه الشعب المصري ايام الوحده و التآخي و التعاون و التعاطف .. عشنا معه احساس جديد لحب مصر .. شباب نظف و نظم و حرس البلد في صمت و صدق . هذا ما عشناه مع شباب الثورة المصري المحب لبلده ... فكيف نعيش الان في ظل الشباب البديل (منهم الجاهل و منهم الخائن ) شتان بين مشاعر الامس و مشاعر اليوم .. لقد ضيعنا على مصر فرصة عظيمة بخنق هذا الشباب الرائع و بالتساهل الكبير في التعامل مع جماعات كانت السبب المباشر في خلق الفوضى و الفتنة و اضعاف اقتصاد البلد . و كان لضعف الحكومة الفضل الكبير بظهور البلطجية و تفشى الفوضى فمن غير المعقول ان تعمل الحكومة على أرضاء طائفة من الشعب لتتفادى ازعاجهم مع علمها بجهل البعض و تعمد البعض الاخر قي التخريب و للاسف نراها تردد هتافتهم علي حساب البلد .. لذلك لم نشعر بشخصية الحكومة التي لابد ان نعمل لها الف حساب و تكون كلمتها هي العليا في مثل هذه الظروف الصعبة التي لا تحتمل مجاملة مختلف طوائف الشعب بطلباته المتنوعة و المتناقضة على حساب مصلحة مصر .