هددت الولايات المتحدة بقطع مساعداتها المادية الكبيرة إلى وزارات الصحة والتعليم والنقل العراقية إذا شغل أعضاء الكتلة الصدرية المعادية لواشنطن تلك الوزارات بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف نورى المالكى.

وذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية على موقعها الإلكترونى أمس، الثلاثاء، أن هذه التحذيرات الصادرة عن مسئول رفيع المستوى فى السفارة الأمريكية هى أوضح تصريحات علنية حتى الآن عن إصرار الولايات المتحدة للحد من نفوذ الكتلة الصدرية إذا ما استمرت فى رفض المبادرات الأمريكية، موضحة أن الكتلة الشيعية المتشددة التى فازت بالعدد الأكبر من المقاعد فى البرلمان العراقى فى انتخابات 7 مارس الماضى ترفض لقاء مسئولين أمريكيين.

ونقلت الصحيفة عن المسئول الأمريكى، قوله نحن نقبل ونفهم أنه سيكون هناك وزراء من التيار الصدرى، لكن بعض الوزارات التى تم ذكرها "الصحة والتعليم والنقل" والتى يحتمل أن يشغلها الصدريون سيتم مراقبتها عن كثب، معرباً عن أمله فى أنه إذا كان الصدريون قادرين على إدارة هذه الوزارات فسيصبحون قادرين على اتخاذ نهج أكثر واقعية عما كانوا عليه فى الماضى، وأنه سيكون من العار على الحكومة العراقية والشعب العراقى إذا لم تستطع تشغيل برامج التعليم الكبيرة جداً التى نديرها فى العراق.

ومضت "كريستيان ساينس مونيتور" تقول: إن أصحاب التيار الصدرى من الموالين لرجل الدين الشيعى المتشدد مقتدى الصدر قاموا بعد أزمة سياسية طال أمدها بإلقاء ثقلهم وراء المالكى الذى أمامه مهلة من الآن حتى نهاية الشهر الحالى لتشكيل حكومة عراقية.

يشار إلى أن الميليشيا الموالية للتيار الصدرى قاتلت القوات الأمريكية فى الشوارع العراقية عام 2004 قبل أن يعلن رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، الذى يواصل دراسته الدينية فى إيران، ويقول مساعدوه إنه لن يعود قبل أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق، وقف إطلاق النار والانضمام إلى العملية السياسية.