الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/index.php)
-   مقالات عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   دكتور عمرو الليثي يكتب غرائب الحَجاج (http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=46470)

على الشامى 03-16-2018 03:49 AM

دكتور عمرو الليثي يكتب غرائب الحَجاج
 
ومازلنا نعيش مع الحجاج بما له وما وعليه.. عندما وقف سعيد بن جبير- وكان تقياً وعالماً بالدين ومن علماء التابعين- بين يدى الحجاج قال له الحجاج: أنت شقى بن كسير؟! (يعكس اسمه) فرد سعيد: «أمى أعلم باسمى حين أسمتنى»، فقال الحجاج غاضباً: «شقيت وشقيَت أمك!!»، فقال سعيد: «إنما يشقى من كان من أهل النار، فهل اطلعت على الغيب؟»، فرد الحجاج: «لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى!»، فقال سعيد: «والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله». قال الحجاج: «ما رأيك فىّ؟»، قال سعيد: «ظالم تلقى الله بدماء المسلمين!»، فقال الحجاج: «اختر لنفسك قتلة يا سعيد!»، فقال سعيد: «بل اختر لنفسك أنت، فما قتلتنى بقتلة إلا قتلك الله بها!»، فرد الحجاج: «لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك!»، فقال سعيد: «إذاً تُفسِد علىّ دُنياى، وأُفسِدُ عليك آخرتك». ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس: «جروه واقتلوه!!»، فضحك سعيد ومضى مع قاتله، فناداه الحجاج مغتاظاً: «ما الذى يضحكك؟»، يقول سعيد: «أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك!!»، فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس: «اذبحوه!!»، فقال سعيد: «وجِّهونى إلى القبلة»، ثم وضعوا السيف على رقبته، فقال: «وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين»، فقال الحجاج: «غيّروا وجهه عن القبلة!»، فقال سعيد: «ولله المشرق والمغرب، فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله»، فقال الحجاج: «كُبّوه على وجهه!»، فقال سعيد: «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى»، فنادى الحجاج: «اذبحوه! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير!»، فقال سعيد: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.



خذها منى يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـة!!»، ثم دعا قائلاً: «اللهم لا تسلطه على أحد بعدى».

وقُتل سعيد... والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة: مالى ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلى! وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد... رحمك الله يابن جبير! أين نحن من ثباتك وقوة حجتك، وسلامة إيمانك؟! اللهم لا تجعل الدنيا أكبــر همنا ولا مبـلغ علمنا ولا إلى النـار مصيرنا.


الساعة الآن 05:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت