الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/index.php)
-   مقالات عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   دكتور عمرو الليثي يكتب أهل القمة (http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=46401)

على الشامى 03-15-2018 01:51 AM

دكتور عمرو الليثي يكتب أهل القمة
 
لبناء دولة قوية أو أمة قوية لا بد أن تسود الأخلاق.. فالأخلاق ليست أمرًا ثانويًا فى حياتنا، وإنما هى الأصل والجوهر والأساس. ولما كان الإسلام دينًا يعتنى بالأخلاق اعتناءً بالغًا، كما يتجلى من قوله- صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وجدنا أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يؤسس السّاجد قبل المساجد، فقبل بناء المساجد بنى الأشخاص، لأن الأمم تقوم على الأشخاص، وبقاء الأمم وقوتها يكمنان فى مكارمِ أخلاقِ مَن فيها، فـ«إنما الأمم الأخلاق ما بقيـت... فإن همُ ذهبت أخلاقـهم ذهبــوا».

ولا ريب فى أنّ الله- تعالى- لم يفرض على الإنسان أمراً من الأمور، أو عملاً من الأعمال، أو قولاً من الأقوال إلاّ فيه مصلحة ومنفعة له فى دينه ودنياه، وهو ما بيّنه القرآن فى شأن كثير من العبادات، وبخاصة الأركان منها، فالعبادات التى شرعها الله لنا هى وسيلة لغاية كبيرة جدا، وهى الأخلاق الحميدة وتهذيب النفس الإنسانية، فالصلاة هى وسيلة لتهذيب المجتمع، ففى إقامتها انتهاء عن فعل الفحشاء المنكر، لقوله تعالى: «وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر...».

كذلك الزكاة، فهى وسيلة لتزكية النفس وتطهير القلوب لقوله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها...». والصوم، فهو فرصة لتربية النفس على الأخلاق الفاضلة وتجنيبها الأخلاق الفاسدة، ويتجلى ذلك فى حقيقة الصوم نفسه، وهو أن يصوم المرء عن كل ما لا يليق، وأن تحكمه أخلاق التقوى وهو ما بينه الرسول فى الحديث الشريف: «إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إنى امرؤ صائم...».

كذلك الحج، لا رفث فيه، ولا فسوق، ولا جدال لقوله تعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى».

والناجون يوم القيامة هم أصحاب الأخلاق، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا». والمعاملة بحسن الخلق يجب أن تكون مع الجميع، حتى مع ذى الخلق السيئ، فإذا لم يكن هو أهلا للأخلاق، فكن أنت أهلا لها.


الساعة الآن 09:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت